فصل: فوائد لغوية وإعرابية:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: أوصى يوسف عليه السلام إن جاء نبي من بعدي فقولوا له: يخرج عظامي من هذه القرية. فلما كان من أمر موسى ما كان يوم فرعون فمر بالقرية التي فيها قبر يوسف، فسأل عن قبره فلم يجد أحد يخبره فقيل له: هاهنا عجوز بقيت من قوم يوسف. فجاءها موسى عليه السلام فقال لها: تدليني على قبر يوسف؟ فقالت: لا أفعل حتى تعطيني ما اشترط عليك. فأوحى الله إلى موسى: أن أعطها شرطها قال لها: وما تريدين؟ قالت: أكون زوجتك في الجنة. فاعطاها فدلته على قبره.
فحفر موسى القبر ثم بسط رداءه وأخرج عظام يوسف فجعله في وسط ثوبه، ثم لف الثوب بالعظام فحمله على يمينه فقال له الملك الذي على يمينه: الحمل يحمل على اليمين! قال: صدقت هو على الشمال وإنما فعلت ذلك كرامة ليوسف.
وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان يوسف عليه السلام قد عهد عند موته أن يخرجوا بعظامه معهم من مصر. قال: فتجهز القوم وخرجوا فتحيروا فقال لهم موسى: إنما تحيركم هذا من أجل عظام يوسف فمن يدلني عليها؟ فقالت عجوز يقال لها شارح ابنة آي بن يعقوب: أنا رأيت عمي يوسف حين دفن فما تجعل لي إن دللتك عليه؟ قال: حكمك.
فدلته عليه فأخذ عظام يوسف، ثم قال: احتكمي قالت: أكون معك حيث كنت في الجنة.
وأخرج ابن عبد الحكم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. أن الله أوحى إلى موسى: أن أسر بعبادي. وكان بنو إسرائيل استعاروا من قوم فرعون حليًا وثيابًا. إن لنا عيدًا نخرج إليه فخرج بهم موسى ليلًا وهم ستمائة ألف وثلاثة آلاف ونيف. فذلك قول فرعون {إن هؤلاء لشرذمة قليلون} وخرج فرعون ومقدمته خمسمائة ألف سوى الجنبين والقلب، فلما انتهى موسى إلى البحر أقبل يوشع بن نون على فرسه، فمشى على الماء، واقتحم غيره بخيولهم فوثبوا في الماء، وخرج فرعون في طلبهم حين أصبح وبعدما طلعت الشمس، فذلك قوله: {فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون} فدعا موسى ربه فغشيتهم ضبابة حالت بينهم وبينه وقيل له: اضرب بعصاك البحر. ففعل {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} يعني الجبل. فانفلق منه اثنا عشر طريقًا فقالوا: إنا نخاف أن توحل فيه الخيل. فدعا موسى ربه فهبت عليهم الصبا فجف، فقالوا: إنا نخاف أن يغرق منا ولا نشعر، فقال بعصاه فنقب الماء فجعل بينهم كوى حتى يرى بعضهم بعضًا، ثم دخلوا حتى جاوزوا البحر.
وأقبل فرعون حتى انتهى إلى الموضع الذي عبر منه موسى وطرقه على حالها فقال له أدلاؤه: إن موسى قد سحر البحر حتى صار كما ترى، وهو قوله: {واترك البحر رهوًا} [الدخان: 24] يعني كما هو. فحذ هاهنا حتى نلحقهم وهو مسيرة ثلاثة أيام في البحر.
وكان فرعون يومئذ على حصان، فأقبل جبريل على فرس أنثى في ثلاثة وثلاثين من الملائكة، ففرقوا الناس وتقدم جبريل فسار بين يدي فرعون وتبعه فرعون، وصاحت الملائكة في الناس: الحقوا الملك. حتى إذا دخل آخرهم ولم يخرج أولهم؛ التقى البحر عليهم فغرقوا. فسمع بنو إسرائيل وجبة البحر حين التقى فقالوا: ما هذا؟ قال موسى: غرق فرعون وأصحابه. فرجعوا ينظرون فألقاهم البحر على الساحل.
وأخرج ابن عبد الحكم وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه قال: كان جبريل بين الناس. بين بني إسرائيل وبين آل فرعون فيقول: رويدكم ليلحقكم آخركم. فقالت بنو إسرائيل: ما رأينا سائقًا أحسن سياقًا من هذا. وقال آل فرعون: ما رأينا وازعًا أحسن زعة من هذا.
فلما انتهى موسى وبنو إسرائيل إلى البحر قال مؤمن آل فرعون. يا نبي الله أين أمرت؟ هذا البحر أمامك وقد غشينا آل فرعون فقال: أمرت بالبحر. فاقتحم مؤمن آل فرعون فرسه فرده التيار، فجعل موسى لا يدري كيف يصنع، وكان الله قد أوحى إلى البحر: أن أطع موسى وآية ذلك إذا ضربك بعصا، فأوحى الله إلى موسى: أن اضرب بعصاك البحر، فضربه {فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} فدخل بنو إسرائيل واتبعهم آل فرعون، فلما خرج آخر بني إسرائيل ودخل آخر آل فرعون أطبق الله عليهم البحر.
وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: نزل جبريل يوم غرق فرعون وعليه عمامة سوداء.
وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن أبي الدرداء قال جعل النبي صلى الله عليه وسلم يصفق بيديه، ويعجب من بني إسرائيل وتعنتهم لما حضروا البحر، وحضرهم عدوهم. جاءوا موسى فقالوا: قد حضرنا العدوّ فماذا أمرت؟ قال: أن أنزل ههنا، فاما أن يفتح لي ربي ويهزمهم، وأما أن يفرق لي هذا البحر. فضربه فتأطط كما تتأطط الفرش، ثم ضربه الثانية فانصدع فقال: هذا من سلطان ربي. فاجازوا البحر فلم يسمع بقوم أعظم ذنبًا، ولا أسرع توبة منهم. اهـ.

.فوائد لغوية وإعرابية:

قال السمين:
قوله: {فَلَمَّا تَرَاءَى الجمعان}:
قرأ العامَّةُ {تراءى} بتحقيقِ الهمزة، وابن وثاب والأعمش من غير همزٍ. وتفسيرُه أن تكنَ الهمزةُ مخففةً بينَ بينَ، لا بالإِبدال المحض؛ لئلا تجتمعَ ثلاثُ أَلِفاتٍ: الأولى الزائدةُ بعد الراءِ، والثانيةُ المبدلةُ عن الهمزةِ، والثالثةُ لامُ الكلمة، لكن الثالثة لا تَثْبُتُ وَصْلًا. لحذفِها لالتقاء الساكنين. ثم اختلف القراء في إمالة هذا الحرف فأقول: هذا الحرف إمَّا أَنْ يُوْقَفَ عليه أو لا. فإن وُقِفَ عليه: فحمزةُ يُميل ألفَه الأخيرةَ لأنها طرفٌ منقبلةٌ عن ياء. ومن ضرورةِ إمالتِها إمالةُ فتحةِ الهمزةِ المُسَهَّلَةٍ؛ لأنه إذا وُقف على مثلِ هذه الهمزةِ سَهَّلَها على مقتضى مذهبِه، وأمال الألفَ الأولى إتْباعًا لإِمالةِ فتحةِ الهمزةِ. ومِنْ ضرورةِ إمالَتِها إمالةُ فتحةِ الراءِ قبلها. وهذا هو الإِمالةُ لإِمالةٍ.وإنْ وُصِلَ: فإنَّ ألفَه الأخيرةَ تَذْهَبُ لالتقاءِ الساكنين، ولذهابِها تَذْهَبُ إمالةُ فتحةِ الهمزة وتبقى إمالةُ الألف الزائدة. وإمالةُ فتحةِ الراءِ قبلَها عنده اعتدادًا بالألفِ المحذوفةِ. وعند ذلك يُقال: حُذِفَ السببُ وبقي المُسَبَّبُ؛ لأن إمالةَ الألفِ الأولى إنما كان لإِمالةِ الألفِ الأخيرةِ كما تقدَّم تقريرُه، وقد ذَهَبَتِ الأخيرةُ، فكان ينبغي أَنْ لا تُمال الأولى لذهابِ المُقْتضي لذلك، ولكنه راعى المحذوفَ، وجعلَه في قوةِ المنطوقِ، ولذلك نحا عليه أبو حاتمٍ فقال: وقراءةُ هذا الحرفِ بالإِمالةِ مُحالٌ: قلت: وقد تقدَّم في الأنعام عند رأى القمر ورأى الشمس ما يُشْبه هذا العملَ فعليك باعتبارِه ثَمَّة.
قوله:
{لَمُدْرَكُونَ} العامَّةُ على سكونِ الدالِ اسمَ مفعولٍ مِنْ أَدْرك أي: لمُلْحَقُون. وقرأ الأعرج وعبيد بن عمير بفتح الدالِ مشدَّدةً وكسرِ الراء. قال الزمخشري: والمعنى: متتابِعُون في الهَلاك على أيديهم. ومنه بيت الحماسة:
أَبَعْدَ بَني أمِّي الذين تتابَعُوا ** أُرَجِّيْ الحياةَ أم مِنْ الموتِ أجْزَعُ

يعني: أن ادَّرَك على افْتَعَل لازمٌ بمعنى فَنِي واضْمَحَلَّ. يقال: ادَّرَكَ الشيءُ يَدَّرِكُ فهو مُدَّرِك أي: فَنِيَ تتابعًا، ولذلك كُسِرَت الراءُ. وممَّنْ نَصَّ على كسرِها أبو الفضلِ الرازي قال: وقد يكون ادَّرَكَ على افْتَعَل بمعنى أَفْعَلَ متعدِّيًا، ولو كانَتِ القراءةُ مِنْ هذا لَوَجَبَ فتحُ الراءِ، ولم يَبْلُغْني عنهما يغني عن الأعرجِ وعُبيد إلاَّ الكسرُ.
{فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63)}.
قوله: {فانفلق}: قبلَه جملةٌ محذوفةٌ أي: فضربَ فانفلقَ. وزعم ابنُ عُصْفور أنَّ المحذوفَ إنما هو ضَرَبَ وفاءُ انفلقَ، وأن الفاءَ الموجودَة هي فاء فَضَرَبَ، فأبقى من كلٍ ما يُدْلُّ على المحذوفِ. أبقى الفاءَ مِنْ فضرب لِتَدُلَّ على ضَرَبَ وأبقى انفلق لِتَدُلَّ على الفاء المتصلةِ به، وهذا كلامٌ متهافتٌ.
واختلفَ القُراء في ترقيقِ راءِ فِرْق عن ورشٍ لأجلِ القاف. وقرئ {فِلْق} بلامٍ بَدَلِ الراءِ لموافقةِ {فانفلقَ}. والطَّوْدُ: الجبلُ العظيمُ المتطاولُ في السماءِ.
{وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64)}.
قوله: {وَأَزْلَفْنَا}: أي: قَرَّبْنا مِنَ النجاةِ. و{ثَمَّ} ظرفُ مكانٍ بعيدٍ. و{الآخرين} هم موسى وأصحابُه، وقرأ الحسن وأبو حيوة {وزَلَفْنا} ثلاثيًا، وقرأ أُبَيُّ وابن عباس وعبد الله بن الحارث بالقاف أي: أَزْلَلْنا. والمرادُ بالآخَرين في هذه القراءة فرعونُ وقومُه. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)}.
فكان كما قال، إذ هداهم اللَّهُ وأنجاهم، وأغْرَقَ فرعونَ وقومَه وأقصاهم، وقد قال سبحانه: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 36] يُنَجِّيهم من كلِّ بلاء، ويَخُصُّهم بكل نعمة. اهـ.

.قال ابن عجيبة:

الإشارة: قوله تعالى: {إن معي ربي سيهدين}:
اعلم أن المعية تختلف باختلاف المقام، فالمعية، باعتبار عامة الخلق، تكون بالإحاطة والقهرية والعلم والإقتدار، وباعتبار الخاصة تكون بالحفظ والرعاية والنصر والمعونة. فمن تحقق أن الله معه بعلمه وحفظه ورعايته اكتفى بعلمه، وفوض الأمر إلى سيده، وكلما قوي التفويض والتسليم دلّ على رفع المقام، ولذلك فضَّل ما حكاه الحق تعالى عن حبيبه بقوله: {إِنَّ اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]، على ما حكى عن كليمه بزيادة قوله: {سيهدين} فتأمل. والله تعالى أعلم. اهـ.

.التفسير الإشاري:

قال نظام الدين النيسابوري:
التأويل: الطاء طوله في كمال عظمته، والسين سلامته عن كل عيب ونقص، والميم مجده الذي لا نهاية له. أو الطاء طهارة قلب نبيه عن تعلقات الكونين، والسين سيادته على الأنبياء والمرسلين، واليمم مشاهدته جمال رب العالمين. أو الطاء طيران الطائرين بالله، والسين سير السائرين إلى الله، والميم مشي الماشين لله الذين يمشون على الأرض هونًا. {إن نشأ ننزل} من سماء قلوبهم {آية} من واردات الحق {فظلت} أعناق نفوسهم {لها خاضعين} {فسيأتيهم} بعد مفارقة الأرواح الأجساد {أنباء ما كانوا به يستهزؤن} لظهور نتائج معاملاتهم الخبيثة على أرواحهم {أو لم يروا إلى} أرض قلوب العارفين {كما أنبتنا فيها} من اشجار أصناف الإيمان والتوكل واليقين والإخلاص وسائر الأخلاق الكريمة {وما كان أكثرهم مؤمنين} لأن جناب الحق لعزته يجل عن أن يكون شرعة لكل وارد {وإن ربك لهو العزيز} الذي لا يوجد بالسعي {الرحيم} حين أدرك أولياءه بجذبات العناية كما أدرك موسى حين ناداه من الشجرة، وذلك لأنه جعله مظهر لطفه كما أنه جعل فرعون مظهر قهره فصار من العتوّ والاستكبار في غاية الكمال. ويعلم منه أن الإنسان له استعداد في مظهرية صفة القهر ليس لإبليس فلذلك عاند إبليس آدم وقال أنا خير منه وعاند فرعون الرب وقال أنا ربكم الأعلى. وأن له استعدادًا في مظهرية صفة اللطف ليس للملك ولهذا صار الإنسان مسجودًا للملائكة. {أن أرسل معنا بني إسرائيل} فيه أن موسى القلب مرسل إلى فرعون النفس لئلا تستعيد الصفات الروحانية فإن لفرعن النفس في البداية استيلاء على موسى القلب والصفات الروحانية فاستعملهم في قضاء حوائجه وتحصيل مقاصده فعرفه فرعون النفس وقال: {ألم نربك فينا وليدًا} فإن موسى القلب كان في حجر فرعون النفس إلى أن بلغ أوان الحلم وهي خمس عشرة سنة، فقتل قبطي الشهوة حين كفر بإله الهوى وكان قبل القتل ضالًا عن حضرة الربوبية {ففرت منكم} إلى الله لما خفت أن تقطعوا عليّ الطريق إلى الله.
رب سموات القلوب وأرض البشرية وما بينهما من المنازل {قال لمن حوله} من صفات النفس {الا تستمعون} {قال موسى} القلب لتعارفه بربه {ربكم ورب آبائكم الأوّلين} يعني الآباء العلوية الرحانية. وفي قوله: {إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون} إشارة إلى كمال ضدية القلب والنفس فما يصدر عن القلب تعده النفس من الجنون وبالعكس. {رب} مشرق الروح من أفق البدن {ورب} مغربه فيه {وما بينهما} من مدة التعلق وقد مر نظيره في محاجة إبراهيم في البقرة {لأجعلنك من السمجونين} في سجن حب الدنيا فإن القلب إذا توجه إلى الله فلا استيلاء للنفس عليه إلا بشبكة حب النجاة والرياسة فإنها آخر ما يخرج من رءوس الصديقين. فقال موسى القلب: لا تقدر على أن تسجنني فإن معي عصا الذكر واليد المنزعة عما سوى الله. وباقي التأويل قد سبق قوله: {فأخرجناهم} أي {من جنات} صفات الأوصاف الروحانية {وعيون} الحكمة {وكنوز} المعارف {ومقام كريم} في حضرة أكرم الأكرمين {وأورثاها بني إسرائيل} فيه أن النفس إذا فنيت ورث القلب منها صفاتها وبقوتها تصير إلى مقامات لم يمكنه الوصول إليها بقوة صفاته، ولو مات القلب ورثت النفس منه صفاته وبقوتها تتنزل إلى دركات لم يمكنها الوصول إليها بمجرد صفاتها {فأتبعوهم} أي لحق أوصاف النفس أوصاف القلب عند إشراق شمس الروح {فكان كل فرق} فيه أن كل صفة من أوصاف الروح كجبل عظيم في العبور عنه. {وأزلفنا ثم الآخرين} أي قربنا صفات النفس بتبعية صفات القلب إلى بحر الروح. {وأنجينا موسى ومن معه} من الأوصاف في بحر الروح بالوصول إلى الحضرة {ثم أغرقنا} أوصاف النفس في بحر الروحانية فإن الوصول إلى الحضرة من خواص القلب وغاية سير النفس هو الاستغراق في بحر الروحانية {إن في ذلك لآية} لأرباب العرفان {وما كان أكثرهم مؤمنين} بهذه المنازل فإنه لا يصير إليها إلا الشاذ من المجذوبين بجذبة {ارجعي إلى ربك} [الفجر: 28] جعلنا الله من المستعدين لها. والله أعلم. اهـ.